قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا 15}
  يلقاه منشورا ١٣ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ١٤}.
  · قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ١٥}[الإسراء: ١٥]
  قال الإمام القاسم بن محمد # في الأساس:
  المعنى: {وما كنا معذبين} بعد استحقاق العذاب؛ بارتكاب القبائح العقلية؛ بدليل قوله تعالى: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون}[الأنعام: ١٣١]؛ فأخبر الله سبحانه: أنهم قد ارتكبوا القبح الذي هو الظلم، وهم غافلون عن السمع، حيث لم تبلغهم الرسل؛ فقال تعالى: {حتى نبعث رسولا} {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}[النساء: ١٦٥]: بأن يقولوا: حصل العلم بالاستحقاق، ولم نجزم بالوقوع؛ لعدم معرفتهم لربهم، كمن يقتل نفسا على غفلة، فإنه يعلم أن القصاص مستحق عليه، ولا يجزم بوقوعه؛ لتجويز أن لا يطلع عليه أحد، فيقولون: لو أنذرنا منذر لأصلحنا؛ بدليل قوله تعالى: {ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى}[طه: ١٣٤]، ونظيره في الشرعيات: عدم جواز حد المرتد، حتى يدعى إلى التوبة.
  · قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا}[الإسراء: ١٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @:
  سأل رجل زيدا # عن قول الله ø: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها}، قال: يأمرهم بالفسق، وهو يقول: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}[النحل: ٩٠]؟