تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها}

صفحة 82 - الجزء 2

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  خص الله مترفيها بالذكر في الفسق، وإن كان كل أهلها فساقا في حكم الحق؛ لأن أهلها إنما هم: مترف أو جبار، أو مساكن لهم وجار، فكلهم فاسق عن أمر ربه، وكل فإنما أخذ بذنبه.

  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت عن: قول الله ø: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا

  فقوله: {وإذا أردنا أن نهلك} فهو: إخبار منه أنه لا يريد إهلاك قرية إلا من بعد العصيان منها له، والمخالفة لأمره. وقوله: {أمرنا مترفيها ففسقوا فيها}، يقول: أمرناهم بالطاعة، فأتوا بالفسق والمعصية؛ {فحق عليها القول}: منا، وهو: الحكم منه بمواقعة الوعيد لهم، ووقوع العذاب عليهم، {فدمرناها تدميرا}، يريد: أهلها، لا جدرها وأبنيتها.

  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها}، فقلت: ما مخرج ذلك في العدل؟

  قال أحمد بن يحيى @: هذا من الكلام الذي ذكرت لك أنه يضمر في لغة العرب، وإنما المعنى: إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها بأمر، فتركوه وفسقوا فيها؛ وهذا كثير من لغة العرب، وفي كتاب الله ø من هذا كثير أيضا؛ ألا تسمع إلى قوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}، ثم أضمر فقال: {بل لله الأمر جميعا}، والمعنى فيه: