قوله تعالى: {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا 97}
  خلق الله عظيم، فاستعظموا ذلك، فأمره الله - تعالى - أن يجيبهم عن استعظامهم بقوله: هو {من أمر ربي}، أي: من خلق ربي؛ لأن الأمر قد يعبر به عن الخلق، يقول: «هذا أمر عظيم»، كما يقول: «هذا خلق عظيم»، يقول: ربي قادر لذاته؛ فلا يمتنع عليه ما يشاء فلا تستعظموه، فليس على قدرته عظيم.
  ومنها: أنهم لما سمعوا قوله تعالى: {نزل به الروح الأمين ١٩٣}[الشعراء]، قالوا: من هذا الروح؟! وما صفته؟! فأمره الله أن يجيبهم بقوله: {قل الروح من أمر ربي}.
  ومنها: أنه لما سمى الله القرآن روحا، بقوله تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا}[الشورى: ٥٢] - سألوه عنه، وأمره الله - تعالى - بإضافته إليه، وأنه لم يأت به من تلقاء نفسه.
  وقد رأيت لبعض آبائنا À أقوالا تدل على تبقية الجواب فيه على الإجمال في هذه الآية؛ إتباعا للظاهر، فإذا سئلوا عن تفصيله أجابوا بما قلناه أولا، كما حكيناه عن الهادي #.
  ولا فرق عند أهل الشريعة بين الروح والنفوس، وطريقهم إلى العلم بذلك: السمع من الكتاب والسنة، قال الله تعالى: {والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم}[الأنعام: ٩٣]، أجمعوا أن المراد بذلك: أرواحهم، وإن كان لفظ النفس يخرج على معان كثيرة، لا يحتمل هذا المختصر الكلام فيها.
  · قوله تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ٩٧}[الإسراء: ٩٧]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألت: أبي رضوان الله عليه، عن قول الله ø ثناؤه: {ونحشرهم يوم