تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا 111}

صفحة 107 - الجزء 2

  وأما قوله: {ليلا} فإنه يعني به: قدرته، وتعجيل بلوغه إلى الشام من مكة في ليلة واحدة. و {المسجد الحرام}: مسجد مكة، و {المسجد الأقصى}: مسجد بيت المقدس المبارك، الذي بارك الله ø فيه وفيما حوله، وأعظم النعمة على خلقه، والإحسان إلى بريته؛ ويعني بقوله: {ليلا}: ليلة واحدة. قوله تعالى: {لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}، يعني: ما أراه من عظمة سلطانه، ونيرات برهانه. السميع: بلا آلة، والبصير: بلا حاسة.

  قوله: {وآتينا موسى الكتاب}، يعني: التوراة، {وجعلناه هدى لبني إسرائيل}، يعني: ما بين لهم من الحق، ودلهم عليه من الرشد، {ألا تتخذوا من دوني وكيلا}، يقول: ألا تتخذوا من دونه جل ثناؤه إلها يعبد، ولا رب يوحد.

  قوله: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا}، يعني: نسل الذين كانوا مع نوح # في سفينته، والوارثين للأرض من ذريته؛ والشكور فهو: الحامد المطيع.

  قوله: {وقضينا إلى بني إسرائيل ... الآية}، يعني: أعلمناهم بما سيفعلون بعد نزول التوراة، لا قضاء حتم ولا جبر؛ لأن القضاء في القرآن يتصرف على ثلاثة وجوه، فمنه: قضاء خبر، وهو: الإعلام، وقضاء حتم، وهو: الذي لا مخرج منه ولا حيلة، وقضاء أمر، وهو: قوله ø: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}؛ ولو كان هذا محتوما ما قدر أحد أن يخرج عن الطاعة إلى المعصية، ولا قدروا أن يعبدوا الأصنام من دون الله ø، وأما قضاء الحتم: فقوله: {فقضاهن سبع سموات في يومين}، وأشباه ذلك في القرآن من القضاء والحتم. وأما قوله: {وقضينا إلى بني إسرائيل لتفسدن في


=

فإنْ كنتِ إبراهيمَ تنوينَ فالحقي ... نَزُرْهُ وَإِلاَّ فَارْجِعي بِسَلاَمِ

وَلَمْ تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهَاوَاتَنَا السُّرَى ... وَلاَ لَيْلَ عِيسٍ في الْبُرِينِ سَوَامِ