قوله تعالى: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا 111}
  الأرض مرتين} - فهذا قضاء إعلام أخبرهم به، لا قضاء حتم. قوله: {ولتعلن علوا كبيرا}، يعني: باتباع أهوائهم، ومخالفة ما جاء به موسى # من أحكام التوراة.
  قوله {فإذا جاء وعد أولاهما}، يعني: فسادهم الأول. قوله: {بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا} - فذلك يخرج على التخلية من الله ø؛ وقد ينتقم من الظالمين بعضهم ببعض على معنى الترك، وذلك قوله تبارك وتعالى: {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون}، يعني: أنه يخلي بينهم، ويتبرأ منهم.
  قوله: {ثم رددنا لكم الكرة عليهم}: وقد جاء في الرواية من خبر يحيى بن زكريا صلى الله عليه بخبر بخت نصر، الملك الذي كان في ذلك الزمان، فاستغنينا عن إعادته؛ لشهرته. {وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا}، يعني: ما خلق في دار الدنيا من البنين والأموال، فلولا ما خلق في ذلك ø وأوجده - لما قدروا عليه باحتيالهم وبقدرتهم؛ وأما النفير فهو: الرجال الكثير، معروف ذلك في لغة العرب وأشعارها؛ قال رجاء بن هارون الربعي، في بني قيس بن ثعلبة:
  فإذا دعوت بآل بكر صارخا ... كثر النفير وعزت الأنصار
  يريد: كثر الرجال، عز ناصره.
  {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها}، يقول: إن طاعتكم لله ø هي إحسان منكم لأنفسكم، وإن عصيتم الله ø حاق ذلك بكم، وكانت السواية منكم إلى أنفسكم، تعقبكم النار في الآخرة.
  {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم}، يعني: أن يقبح وجوههم؛ بمعصيتهم له ولرسوله ÷؛ بما استحلوا من محارمه، وانتهكوا من حرماته.