قوله تعالى: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا 111}
  {وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا}، يعني: بيت المقدس؛ وأما التتبير: فمعروف في لغة العرب، وهو: ضرب من الدمار والتبار؛ قال الشاعر:
  إن العهود التي لم توف مدتها ... قد أورثتك تبارا آخر الأبد
  يعني: أنها قد أورثته دمارا آخر عمره.
  قوله: {وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا}، يقول: سجنا لأعداء الله، لا يخرجون منها أبدا، تقول العرب: «فلان محصور»، إذا حصر عن الشيء، فهو: حصير وحبيس وحبس، إذا كان محبوسا عن شيء لا يناله، ولا يقدر فيه على حيلة، وهو المسجون أيضا؛ قال الشاعر:
  فقولوا تركنا الهاشمي ابن صالح ... ببغداد حبسا بين راح وخائف
  قوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}، يعني: أنه يهدي ويرشد ويدعو إلى الصراط المستقيم، وإلى الحق المنير، وإلى الدين المرضي لرب العالمين.
  {وبشر الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا}، يعني: الذين يؤدون الفرائض على وجوهها، ويجتنبون المحارم وقربها؛ والأجر الكبير فهو: الثواب العظيم، الذي لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولم يخطر على قلب بشر؛ يصدق ذلك قوله ø: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}.
  قوله: {وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما}، يقول: إنه ø أعد لأعدائه المخالفين لأمره، والعادلين عن طاعته - عذابا أليما؛ والأليم فهو: الغاية القصوى من العقاب، والأشد من العذاب؛ نعوذ بالله لنا ولكم من أليم عذابه، والمحذور من عقابه؛ إنه منان كريم.
  {ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير}: فالذي جاء في الرواية: أن ذلك