تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}

صفحة 111 - الجزء 2

  يقول: لم نترك من رجالهم من يمنع عن نعمهم وأموالهم أحدا إلى إلا قتلناه.

  {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}، يقول: كفى به لنفسه محاسبا، وعليه شاهدا، ولها محاجا. وقد قال غيرنا: إنه عنى بذلك الأسود بن عبد الأسود القرشي. ونحن نقول: إن كل الناس داخل في هذه الصفة، غير معتزل عن هذه الشريطة؛ لقوله ø: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه}، ولم يعن واحدا بعينه. وكذلك قوله: {من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها}، فنقول: إن هذه الصفة يدخل فيها كل أحد من الناس. وقد قال غيرنا: إنه يعني الوليد بن المغيرة، وأن الذي اهتدى: أبو سلمة بن عبد الأسود.

  {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، يعني بذلك: أن أحدا لا يدفع عن أحد، وأن أحدا لا يحمل ذنب أحد أبدا، ويصدق ذلك قوله ø: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ۝ وأن سعيه سوف يرى ۝ ثم يجزاه الجزاء الأوفى}، والأوزار في لغة العرب فهي: الأحمال والأعباء والأوقار؛ قال الشاعر:

  حامل الأعباء حين يؤد ... ب القوم لا زمل ولا نواح

  وقال آخر يصف الأوزار:

  يحمل أوزارنا إذا حجر الغيث ... ولم تند بالبلال الرفود

  والرفود فهي: الناقة ذات اللبن الكثير، ترفد أهلها.

  {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، يقول جل ثناؤه: إنه لم يكن ليعذب خلقه قبل إيجاب الحجة، والإبلاغ في المعذرة، وإرسال الرسل، وإنزال الكتب، والإعذار والإنذار؛ تفضلا منه ورحمة، وامتنانا وكرما وإحسانا؛ فإذا بلغت الرسل، وجاءت بالمعجزات، والدلالات الباهرات، والآيات الشافية - وجبت الحجة، وقام العذر، وثبت الحق، واستحق النكال والثواب.