قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}
  وهو يدعو إلها آخر مع الله، يقال له: الرحمن. فأنزل الله ø: {أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، يريد: أن أسماءه كثيرة، وهو الواحد وحده، الفرد الذي لا نظير له ولا عديل، ولا مثيل ولا شريك، عز وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
  {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}، يقول: في نفسك. {وابتغ بين ذلك سبيلا}، والسبيل فهو: الوسط في الأمر، الذي لا يعلي صوته ولا يسره، يكون بين ذلك وسطا حسنا، لا رفعا شديدا، ولا خفضا غامضا، مثل قوله في سورة الأعراف: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال}[الأعراف: ٢٠٥]، فأمره الله ø في سورة الأعراف بالذكر الخفي، وأمره في سورة بني إسرائيل بأن يتوسط بالصلاة بين الأمرين، كما وصفنا. وقوله ø: {بالغدو} فهو: أول النهار، {والآصال} فهو: المساء عند الغروب، ولا تكن من الغافلين، والغافلون هم: التاركون لأمر الله ø؛ لأن الغفلة هي: الترك، والترك على وجهين: عمد، ونسيان؛ فالنسيان: مغفور، وصاحبه مضيع، والعمد: فصاحبه معذب عليه.
  {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا}، قوله: {لم يتخذ ولدا} فهو: تنزيه لنفسه سبحانه وتعالى. {ولم يكن له شريك في الملك}، يقول: لم يكن له شريك في ملكه. {ولم يكن له ولي من الذل}، فينصره من ذل حل به، ولا من عدو ثار عليه؛ جل عن ذلك وتقدس. {وكبره تكبيرا}، يقول: عظمه تعظيما؛ لأنه العظيم الذي لا عظيم بعده، والكبير الذي لا شيء أكبر منه، والعزيز الذي لا عزيز أعز منه؛ فليس يقاس به أحد، ولا يناظره أحد، ولا يقوم له أحد، وهو: الأول الذي لا يسبقه شيء، والآخر الذي لا غاية له، ولا منتهى يوقف عليه، وهو مالك يوم الدين، ومصدق المرسلين، ومجازي المؤمنين، ومعاقب الظالمين، وهو ديان الدين، وولي المتقين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.