قوله تعالى: {وكانوا لا يستطيعون سمعا 101}
  في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}[التوبة: ٧٧]، ولأن المشبهة مجمعة على أن أهل النار لا يرونه.
  وروي عن الناصر #: أنه روى بإسناده أن رجلا أتى إلى النبيء ÷، فقال: يا رسول الله إني أتصدق بشيء من مالي أريد به وجه الله، وأحب أن أذكر بالخير. فأنزل الله هذه الآية: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.
  وفي كتاب مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى محمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين $ قال:
  هذا تفسير سورة الكهف للإمام المرتضى محمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم À أجمعين:
  
  قوله ø: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب}: قال محمد بن يحيى بن الحسين À: معنى {الحمد لله} فهو: الحمد والثناء على الله، والشكر بما هو أولى، الذي أنزل الكتاب. معنى: {الذي أنزل} فهو: الله الذي أنزل على عبده الكتاب، وعبده فهو: محمد ÷، والكتاب فهو: هذا الكتاب، الذي فيه النور والشفاء، والحق والهدى، وجميع ما يحتاج إليه من حلال وحرام، ونازل من نوازل الأنام.
  ومعنى: {ولم يجعل له عوجا قيما}: فكذلك هو، لا عوج فيه ولا فساد، ولا اختلاف ولا تضاد ولا تبديل، {قيما} فهو: الثابت المصيب، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ وكل ما فيه نور وحجة، ولمن عقله أكبر الدلالة، قيم بجميع أحواله، قاهر لمن ناظره، فالج لمن حاوله، لا خلل فيه ولا