تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فإنه يعلم السر وأخفى 7}

صفحة 207 - الجزء 2

  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:

  قوله: {الرحمن على العرش استوى} المراد به: على الملك اقتدر.

  وقال في الجواب الرائق للإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة #:

  أي: استولى على العرش، واقتدر عليه.

  · قوله تعالى: {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ٧}⁣[طه: ٧]

  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:

  قال سبحانه: {يعلم السر وأخفى}، وهذا الذي ذكر الله أنه يعلمه مما هو أخفى من السر - فهو: ما لم يسره بعد المسرون، ولم تخفه في قلوبهم المخفون، ولم يجل في فكرهم، ولم يخطر على قلوبهم، ولم يستجن في صدورهم، ولم يعلموا أنهم سيسرونه، وأنهم سوف يريدونه، وقد علم الله سبحانه ذلك منهم، وعلم أنه سيخطر على قلوبهم، من جميع أقوالهم وأفعالهم؛ لأنه محيط بالأشياء كلها، عالم بكل ما يكون منها من قبل تكوينها وإيجادها، وفطرتها وابتداعها؛ فسبحان من ليس له حد ينال، ولا شبيه تضرب له فيه الامثال، وهو الواحد ذو السلطان والجلال، المتعالي عن اتخاذ الصواحب والأولاد، المتقدس عن القضاء بالظلم والفساد، البعيد من المشاركة في أفعال العباد، ففعله خلاف فعل خلقه، وفعل خلقه خلاف فعله، لأن فعله سبحانه موجود أبدا، وفعل عباده فعرض كائن عدما، ولن يشبه أبدا عدم موجودا، كما لا يشاكل حي أبدا مفقودا؛ فسبحان ذي الوعد والوعيد الصادق، ذي العز والمجد السابق، وتعالى عما يقول المبطلون، وينسب إليه في ذلك الضالون.