قوله تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة}
  فقال: في هذا ونحوه: الاختبار بالخير والشر، والخير ما يكون من الله: ليس من أفعال العباد، الخير من ذلك: الخصب، وكثرة الأمطار، وصحة الزمان، ورخص الأسعار، وقلة الأمراض، وطول الأعمار، وكثرة الأولاد، وسعة الرزق، وزيادة الثمار. والشر أفعال أخر: كالخوف والجوع، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات؛ فطوبى للصابرين كما قال الله سبحانه: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ١٥٥ أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ١٥٦}[البقرة: ١٥٥ - ١٥٦].
  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله تبارك وتعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون}؟
  فقال: معنى قوله: {نبلوكم} هو: نمتحنكم، فننظر كيف صبركم على المحنة.
  قلت: فما الشر الذي امتحن الله به المؤمنين؟
  قال: أشياء كثيرة، منها: موت الآباء والأولاد، وفراق الأحبة والأولاد، ومثل: ما يأتي من عند الله، من النوازل على جميع العباد؛ فمن صبر على ذلك جازاه الله عليه، ومن جزع وأعرض لم يغن ذلك عنه، وكان عند الله مأثوما معاقبا.
  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله تبارك وتعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة}، فقلت: ما معنى هذا في العدل؟