قوله تعالى: {خلق الإنسان من عجل}
  يعني: إلا من عمل عملا يصلى به الجحيم. وقال في سورة المائدة: {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا}[المائدة: ٤١]، يقول: من يرد الله ضلالته فلن تملك له من الله شيئا، والله ø لا يضل به إلا من استحق الضلالة، وذلك قوله ø: {وما يضل به إلا الفاسقين}[البقرة: ٢٦]، وقوله: {ويضل الله الظالمين}[إبراهيم: ٢٧]، ويخرج الضلال على الحكم والتسمية، لا على الجبر والقسر.
  والوجه التاسع من الفتنة: يعني به: المعذرة، وذلك قوله ø في سورة الإنعام: {ثم لم تكن فتنتهم}، يعني: ثم لم تكن معذرتهم، {إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين}[الأنعام: ٢٣].
  والوجه العاشر من الفتنة: قوله ø في الأعراف: {إن هي إلا فتنتك}[الأعراف: ١٥٥]، يقول: إن هي إلا محنتك.
  · قوله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}[الأنبياء: ٣٧]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله ø: {خلق الإنسان من عجل}، فقلت: كيف خلق من عجل، والعجل هو منه؟
  قال أحمد بن يحيى @: إن أهل اللغة يقولون: إن مجاز ذلك مثل قولهم: «عرض الدابة على الماء»، يعني: الماء على الدابة، ومثل قولهم: «عرض المعلم على الصبي»، أي: استعرضه المعلم، وقولهم: «إذا لقيك الجبل فخذ يمينك»، يعني: عن يمينك، وفي القرآن: {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة}[القصص: ٧٦]، والعصبة هي التي تنوء بالمفاتيح.