قوله تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة}
  والوجه الرابع: يعني به: العذاب، وذلك قوله ø: {فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله}[العنكبوت: ١٠]، يعني: جعل فتنة الناس كعذاب الله في الآخرة؛ نزلت في عباس بن أبي ربيعة، أخي أبي جهل لعنه الله - الآية؛ نظيرها في النحل حيث يقول: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا}[النحل: ١١٠]، يعني: من بعد ما عذبوا في الدنيا.
  والوجه الخامس: يعني به: الإحراق بالنار في الدنيا؛ فذلك قوله في السماء ذات البروج: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات}[البروج: ١٠]، يعني: الذين حرقوا المؤمنين والمؤمنات في الدنيا. وقال في سورة الذاريات: {يوم هم على النار يفتنون}[الذاريات: ١٣]، يعني: يعذبون ويحرقون بالنار في الآخرة، {ذوقوا فتنتكم}[الذاريات: ١٤]، يعني: حريقكم بالنار؛ والآخرة ليس فيها فتن مثل فتن الدنيا، وهذا دليل لمن عقل.
  والوجه السادس من الفتنة: يعني به: القتل، وذلك قوله سبحانه في سورة النساء: {إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا}[النساء: ١٠١]، يقول: إن خفتم أن يقتلكم الذين كفروا، وكقوله في سورة يونس صلى الله عليه: {على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم}[يونس: ٨٣]، يعني: يقتلهم.
  والوجه السابع من الفتنة: الصد، وذلك قوله في سورة المائدة: {واحذرهم أن يفتنوك}[المائدة: ٤٩]، يقول: أن يصدوك عن بعض ما أنزل الله إليك. وقال في سورة بني إسرائيل: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك}[الإسراء: ٧٣]، يعني: ليصدونك.
  والوجه الثامن من الفتنة: يعني به: الضلالة، فذلك قوله ø في سورة الصافات: {إنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين ١٦٢}[الصافات]، يعني: ما أنتم عليه بمضلين من أحد، {إلا من هو صال الجحيم ١٦٣}[الصافات]،