تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وأذن في الناس بالحج}

صفحة 241 - الجزء 2

  يقول: أعلم الناس، وصوت بهم وأسمع، وأظهر فريضة الله في الحج عليهم.

  وقال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #، بعد ذكره للآية ما لفظه:

  فأمره صلى الله عليه وآله ربه - جل ذكره - بالحج له إلى بيته الحرام؛ فحج كما أمره الله، كما حج أبوه آدم صلى الله عليه، فحج إبراهيم صلى الله عليه وآله بأهله والمؤمنين، حتى انتهى إلى بيت رب العالمين، وأمره الله سبحانه بالأذان بالحج، فأذن ودعا إلى الله فأسمع، وأجابه إلى ذلك من آمن بالله واتبع أمره، واجتمعوا إلى إبراهيم ÷، فخرج بمن معه متوجها إلى منى، فيقال: إن إبليس اعترض له عند جمرة العقبة، فرماه بسبعة أحجار، يكبر مع كل حجرة تكبيرة، ثم اعترض له عند الجمرة الثانية، ففعل به ما فعل عند الجمرة الأولى، ثم اعترض له عند الجمرة الثالثة، فرماه كما رماه عند الجمرة الثانية، فأيس من إجابته له، وقبوله لقوله، فيقال: إنه صده وضلله عن طريق عرفة، فأتى ÷ ذا المجاز، فوقف به فلم يعرفه؛ إذ لم ير فيه من النعت ما نعت له، فسار عنه وتركه، فسمي ذلك المكان لمجاز إبراهيم به: ذا المجاز؛ فلما أتى إبراهيم ÷ الموضع الذي أمر بإتيانه - عرفه بما فيه من العلامات التي نعتت له، فقال صلى الله عليه وآله: «قد عرفت هذا المكان»، فسمي: عرفات؛ فنزل بها حتى صلى الظهر والعصر معا، ثم وقف بالناس، وجعل إسماعيل إماما، فوقف مستقبلا للبيت حتى غربت الشمس، ثم دفع بالناس فصلى المغرب والعشاء الآخرة بالمزدلفة؛ ويقال - والله أعلم -: إنها سميت مزدلفة؛ لازدلاف الناس منها إلى منى، وإنما سمي موضعها جمعا؛ لأنه جمع بين الصلاتين بها، ثم نهض ÷ حين طلع الفجر،