قوله تعالى: {ليشهدوا منافع لهم}
  فوقف على الظرب(١) الذي يقال له: قزح(٢)، ووقف الناس حوله، وهو: المشعر الحرام الذي أمر الله بذكره عنده، ثم أفاض قبل طلوع الشمس، فرمى جمرة العقبة بسبع حصيات، ثم نزل منى، فذبح وحلق، وصنع ما يصنع الحاج، وأرى الناس مناسكهم، فاستمر عليه المؤمنون معه وبعده، وكان الحج فرضا على من وجد إليه سبيلا؛ والسبيل فهو: الزاد، والراحلة، والأمان على النفس. ثم قال سبحانه، وتعالى عن كل شأن شأنه، في الدلالة على وقت الحج: {الحج أشهر معلومات}؛ فكانت أشهر الحج شوالا، وذا القعدة، والعشر من أول ذي الحجة. ثم قال الله سبحانه: {فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}، ومعنى قوله: {فرض} هو: أوجب بالإحرام ودخل.
  · قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُم}[الحج: ٢٨]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  قوله ø: {ليشهدوا منافع لهم}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: منافعهم: ما يجب من ثواب الله لهم، بطاعتهم له في أداء مناسك حجهم؛ ومنافعهم: بركة محضرهم ومواسمهم، بما يكون من تجارتهم، وما يصيبون من مرفق أرباح بيعاتهم، التي جعلها الله لهم؛ وفي ذلك ما يقول الله تبارك وتعالى في كتابه، من توسعة في طلب الرزق في أيام الحج لعباده: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}[البقرة: ١٩٨].
(١) قال في القاموس المحيط: الظَّرِبُ، ككتِفٍ: ما نَتَأَ من الحِجَارَةِ وحُدَّ طَرَفُهُ، أو الجَبَلُ المُنْبَسِطُ، أو الصَّغير. إهـ.
(٢) قال في تاج العروس شرح القاموس: وفي المصباح، واللسان، والعُباب: قُزَحُ: اسمُ جَبَلٍ بِالمُزْدَلِفَة، وهو: القَرْنُ الذي يَقف عنده الإِمامُ بها؛ لا يَنصرِف للعَدْل والعلميّة. اهـ.