تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {الذين هم في صلاتهم خاشعون 2}

صفحة 258 - الجزء 2

سورة المؤمنون

  

  · قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢}⁣[المؤمنون: ٢]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #، بعد ذكره هذه الآيةَ، وما بعدها، إلى قوله تعالى: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ١١}:

  وهذا وصف الله تبارك وتعالى للمؤمنين، وما شهد لهم به، من وراثة الجنة والفردوس؛ شهد الله للمؤمنين الموصوفين بهذه الصفات بالفلاح، وشهد على من خالف هذه الصفات أنهم عادون، وسلخهم من اسم الإيمان، وقال: {والمنافقون والمنافقات ...}، إلى قوله: {فنسيهم}⁣[التوبة: ٦٧](⁣١)؛ بقولهم: «نسوا الله أن يطيعوه، وأن يذكروه كما أمرهم»، فنسيهم من ثوابه؛ والنسيان هاهنا: الترك؛ نسأل الله أن يجعلنا من المتقين، المطيعين لله ولرسوله برحمته.

  وقال في موضع آخر:

  ومن يشك في أن من الخشوع في الصلاة: تسكين العيون وغضها، وكذلك تسكين الأيدي وخفظها، فذلك من الخشوع فيها، ومن الإقبال عليها؛ وما قلنا في ذلك، ومن دلائله: ما ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، من أنه قال: «ما بال رجال يرفعون أيديهم إلى السماء في الصلاة كأنها أذناب خيل شمس،


(١) لفظ الآية كاملة: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٦٧}.