قوله تعالى: {والذين هم عن اللغو معرضون 3}
  فكلهن فيه سالكات، جاريات متشعبات، ولخالقهن بالقدرة شاهدات، وبلطيف تدبيره فيهن ناطقات. ثم ركب فيه العينين، وحجر فيه المحجرين(١)، وجعل في المحجرين الغارين(٢)، وصور في الغارين المقلتين(٣)، وخلق في المقلتين الناظرين(٤)، وجعل المحيط بإنسانهما(٥) - لتكامل التحقيق من عيانهما - أغشية من مدلهمات الجلابيب، ومتكاثفات اسوداد الغرابيب(٦)، ضافيتي الأنطاق(٧)، ناصعتي الأطباق، جعلهما - ﷻ، عن أن يحويه قول أو يناله - شحمتين اختص أوساطهما بالسواد، وجعله آلة للنظر في القرب والإبعاد، ولغير ذلك من الانحدار والإصعاد، ثم جعلهما حصينتي الأطباق، حديدتي الآماق، للإدارة والإطراق، وتقلب المقلة في الحملاق(٨)، وغشاهما بأرواق الأجفان(٩)، بالرأفة منه سبحانه والإحسان، والعائدة بالفضل على الإنسان؛
(١) قال في تاج العروس: «مَحْجِرُ العَيْنِ هو: ما دارَ بها.».
(٢) قال في القاموس وشرحه تاج العروس: «(و) قال ابن سيده: الغَارَانِ: (العَظْمَان) اللَّذَانِ (فِيهما العَيْنَانِ)».
(٣) قال في القاموس المحيط: «والمُقْلَةُ: شَحْمَةُ العَينِ التي تَجْمَعُ السَّوادَ والبياضَ، أو هي السَّوادُ والبياضُ، أو الحَدَقَةُ. ج كصُرَد».
(٤) قال في القاموس المحيط: «والناظِرُ: العَيْنُ، أو النُّقْطَةُ السَّوْداءُ في العَيْنِ، أوِ البَصَرُ نَفْسُهُ، أو عِرْقٌ في الأَنْفِ، وفيه ماءُ البَصَرِ، وعَظْمٌ يَجْرِي من الجَبْهَةِ إلى الخَياشِيمِ. والنَّاظِرانِ: عِرْقانِ على حَرْفَي الأَنْفِ، يَسيلانِ من المُؤْقَيْنِ.».
(٥) قال في القاموس وشرحه تاج العروس، في بيان إنسان العين: «المِثَالُ يُرَى في سَوادِ العينِ. ويقال له: إنسان العين، ج: أناسِيّ».
(٦) قال في القاموس المحيط: «أَسْوَدُ غِرْبيبٌ: حالِكٌ».
(٧) قال في القاموس المحيط: «الضَّفْوُ: السُّبوغُ، والكَثْرَةُ، وفَيَضَانُ الحَوْضِ. وثَوْبٌ ضافٍ.».
(٨) قال في القاموس المحيط: «حُِمْلاقُ العيْنِ، بالكسرِ والضم، وكعُصْفُورٍ: باطِنُ أجْفانِها الذي يَسْوَدُّ بالكَحْلَةِ، أو ما غَطَّتْهُ الأَجْفانُ من بَياضِ المُقْلَةِ، أو باطِنُ الجَفْنِ الأَحْمَرُ الذي إذا قُلِبَ لِلْكَحْلِ رأيتَ حُمْرَتَه، أو ما لَزِقَ بالعينِ من مَوْضِعِ الكُحْلِ من باطِنٍ، ج: حَمالِيقُ. و» حَمْلَقَ «فَتَحَ عَيْنَيْهِ، ونَظَرَ شديداً.».
(٩) قال في القاموس المحيط: «والأَرْواقُ من العَيْنِ: جَوانِبُها»، وقال أيضا: «والرِّواقُ: حاجِبُ العَيْنِ».