قوله تعالى: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون 53}
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الأمة في لسان العرب: القصد يؤتم؛ يقول الله سبحانه: إن قصدكم الذي تقصدون، وأمتكم التي تأتمون - واحدة، يعني سبحانه: طريقا واحدا غير اثنين؛ إذ كلهم مأمورون بعبادة الله وحده، وبالسلوك في سبيله وقصده، وخلع الأنداد من دونه، والشهادة له بواحدانيته، وأنه لا إله ولا رب غيره، فربهم الله ومعمدهم، وأمتهم الذي هو قصدهم؛ سبحانه وتعالى، وله المثل الأعلى.
  · قوله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ٥٣}[المؤمنون: ٥٣]
  قال في المجموع المذكور:
  و {تقطعوا أمرهم بينهم}، المعنى فيه: فتقطعوا عن مذاهبهم، واختلفوا في مقالاتهم. {زبرا}، أي: قطعا، عن الجماعات مفترقين في الدين، سالكين في صلاتهم في طرق مختلفا. {كل حزب بما لديهم فرحون}، لا ينصفون حجج الله، وما دعاهم إليه رسوله ÷، فيتوبون.
  · قوله تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ٥٥ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ٥٦}[المؤمنون: ٥٥ - ٥٦]
  قال في شرح الرسالة الناصحة للإخوان للإمام عبد الله بن حمزة #، بعد ذكره للآية:
  فأخبر: أن المال والبنين الواصلين إليهم - من الله سبحانه وتعالى، وأن ذلك لا لمنزلة لهم عند الله، ولا مسارعة في الخيرات الخالصة، وإنما ذلك لإكمال حججه، وإظهار نعمه، إن شكروها أعطوا أجر الشاكرين، وإن كفروها لحقهم