قوله تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون 31}
  وقال في موضع آخر منه في بحث عن حجبة النساء:
  وينبغي للمؤمن أن يحجب امرأته ونساءه عن الإقبال والإدبار، والخروج والتردد في الأسواق، ومن دخول بيوت السفهاء الفساق؛ فإن كان بهن فاقة وحاجة إلى الخروج - لم يخرجن إلا بإذن الولي، والخروج مستترات بثيابهن، مستخفيات بما عليهن من جلابيبهن، {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن}؛ فإنهن إن ضربن بأرجلهن، وعليهن الأجراس في أرجلهن - صوتت الأجراس، فكان ذلك منهن زينة وتعرضا، يطمع فيهن الفجار السفاء من الناس. وينبغي للمؤمنات: أن يكن لبيوتهن وحجابهن لازمات، ولا يدخلن عليهن أهل الريب، ولا يطرحن ما يسترن به رؤوسهن وشعورهن، ولا يبدين وجوههن ولا زينتهن، إلا لمن قال الله تبارك وتعالى، وهو يأمر المؤمنات بالاستتار والاحتجاب، إلا عمن سمى من قرابتهن ومحارمهن، ممن ذكر الله في منزل الكتاب، قال الله سبحانه: {لا جناح عليهن}، يريد بالجناح: لا إثم عليهن. {في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن}[الأحزاب: ٥٥]؛ فهؤلاء الذي ذكر الله سبحانه: المحرمون عليهن، وأذن لهن بإدخال هؤلاء المسمين إليهن. ثم قال سبحانه: {ولا ما ملكت أيمانهن}؛ فهؤلاء الذين أذن الله لهم فيهم أن يدخلوا عليهن.
  وقال: {أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال}، هم: الذين لا يشتهون ولا يريدون النساء؛ قال الله تبارك وتعالى، وهو يدل المؤمنات على ما هو أفضل لهن
= جمعه: الشُطارُ كرُمَّان، وهو مأخوذٌ من: «شطرَ عنهم»: إذا نزحَ مُراغماً. وقد قيل: إنه مُوَلَّد. (وقد شطرَ كنصرَ وكرُمَ شطارةً فيهما) أي: في البابين. ونقل صاحبُ اللسان: شُطُوراً أيضاً. (وشَطرَ عنهم شُطوراً وشُطُورةً) بالضمّ فيهما (وشطارةً) بالفتحِ: إذا (نَزحَ عنهمْ) وتركهم (مُراغماً) أو مخالفاً وأعياهم خُبثاً»