قوله تعالى: {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم 35}
  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:
  نور الله هو: القرآن.
  وقوله تعالى: {نور على نور} معناه: نور مع نور؛ فالقرآن نور، والرسول نور، فصار القرآن نورا على نور؛ وقد سمى الله نبيئه سراجا منيرا، فقال: {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ٤٥ وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ٤٦}[الأحزاب].
  وقول الله تعالى: {الله نور السماوات والأرض} المراد به: الله منور السماوات والأرض.
  واعلم أن المثل في هذا الموضع أكبر من الممثل به، وإنما مثل الله للناس بما يعرفون، وقد تمثل العرب الشيء بأصغر منه؛ قال الشاعر:
  كأن ثبيرا في عرانين وبله ... كبير أناس في بجاد مزمل
  فمثل الجبل بالإنسان القاعد، والجبل أكبر من الإنسان. وقد قيل: المشكاة: الكوة. وأحسب أنها المحراب، ومثله قول الشاعر:
  فرضت عليه الخوف حتى كأنما ... جعلت عليه الأرض مشكاة رهبان
  فدل على أن المشكاة: الصومعة، والمحراب، ومثله.
  وقال في كتاب ينابيع النصيحة للأمير الحسين بن بدر الدين #:
  وأما معنى الآية: فقراءة علي بن أبي طالب #: {الله نور السموات والأرض}، أي: هادي أهل السموات والأرض، وهي قراءة ابن مسعود، وقيل: {نور} بمعنى: منور السموات؛ لأنه خلق النور. قوله تعالى: {مثل نوره}، قيل: هدايته للمؤمنين. وقيل: الهاء في {نوره} راجعة إلى غير مذكور، وهو: المؤمن، يعني: مثل نور المؤمن الذي في قلبه. وقرأ أبي: {مثل نور من آمن به}.