تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ويقولون حجرا محجورا 22}

صفحة 303 - الجزء 2

  فهو: لا يستطيعون في الآخرة صرف العذاب عن أنفسهم، ولا ينصر بعضهم بعضا، مما ينزل بهم من عقاب ربهم؛ لأنهم في الدنيا التي جعلت لهم فيها المهلة: قد استطاعوا الإكذاب والجحدان، ولا يستطيعون ذلك في الآخرة؛ لما ينزل بهم من عقوبة النيران.

  · قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ}⁣[الفرقان: ٢٠]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  قوله ø: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يعني سبحانه: جعل المرسلين والمرسل إليهم أجمعين فتنة، بعضهم لبعض؛ والفتنة هاهنا: اختبار ومحنة؛ فاختبر صبر المرسلين وطاعتهم: بأداء الرسالة وتبليغها، وامتحن الذين أرسل الرسول إليهم: بالإيمان والتصديق برسالتهم، وما جاءوا به من الحجج البينة، الدالة على النبوة، وبما امتحنهم به مع رسله وعلى أيديهم، من فرائض دينه وطاعته، والانتهاء عما نهى عنه من معصيته؛ فبعضهم - كما قال الله سبحانه - لبعض فتنة، والفتنة: اختبار - كما قلنا - ومحنة، كما قال في موضع غير واحد، وكرره تكريرا: من البلوى منه والاختبار، للعصاة الكفرة والمطيعين الأبرار، فقال: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا اخباركم}.

  · قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا ٢٢}⁣[الفرقان: ٢٢]

  قال في المجموع المذكور:

  {حجرا محجورا}.