قوله تعالى: {وجاهدهم به}
  من قال به بل يضح، وينير لذوي العقول ويستبين ويصح.
  · قوله تعالى: {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ٤٦}[الفرقان: ٤٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  يعني سبحانه: تيسيرا هينا، ظاهرا لا يخفى بينا. وقبض الظل فهو: فناؤه، وذهابه وانطواؤه؛ ولا ينقبض ويفنى، ويذهب ويطوى، شيء مما كان أبدا، جميعا كان أو فردا، إلا كان قابضه ومفنيه، ومذهبه وطاويه، موجودا يقينا بلا شك ولا مرية فيه، وشاهدا بصنعه لصانعه، ودليلا عليه مكفيا من علم غيب صانعه، وإن لم ير بدرك اليقين، من درك مشاهدة كل حاسة من عين أو غير عين؛ وزيادة الظل ومده - فلا يكون إلا بمن يزيده ويمده، وإذا كان زائده وماده ومدبره: لا تدركه العيون ولا تبصره، وإنما تقع العيون على صنعه وفطرته - كان أدل على جلاله وقدرته.
  · قوله تعالى: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ}[الفرقان: ٥٢]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  قال أحمد بن يحيى ~: تفسير الجهاد في القرآن على ثلاثة وجوه:
  فالوجه الأول من الجهاد: يعني به: القول؛ فذلك قوله ø: {وجاهدهم به}، يعني: بالقول. {جهادا كبيرا ٥٢}[الفرقان]، وهذا بمكة قبل أن يؤمر بالسيف، وقال في سورة النبي ÷: {ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}[التوبة: ٧٣]، يعني: بالقول الغليظ.