قوله تعالى: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين 200}
  بعث الله لنبيه؛ لأن من كان يجاور قريشا والعرب: باليمن، والواد، وخيبر، ويثرب من علماء بني إسرائيل - كانوا يذكرون من أمر النبي، ويرونه ويجدونه في كتبهم، قبل بعثة النبي - آية وحجة، وبينة قوية.
  · قوله تعالى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ٢٠٠}[الشعراء: ٢٠٠]
  قال في المجموع المذكور، بعد ذكر الآية:
  يعني - والله أعلم -: ما سلك الله من ذكر نبيه وأخباره ومبعثه في آذان المشركين وقلوبهم قبل بعثته، حتى وقع ذكر مبعثه بما كان يروي علماء بني إسرائيل لهم؛ تقديما من الله في الاحتجاج عليهم، ثم أخبرهم أنهم لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم.
  · قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}[الشعراء: ٢١٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #، بعد ذكره للآية:
  فجمع بني عبد المطلب في الحديث المشهور، وهم يومئذ أربعون رجلا، فقال: «يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رؤساء، ولا تكونوا أذنابا»، فبدأهم بالنذارة قبل الناس كلهم، فقال: «أيكم يجيبني إلى ما دعوته إليه، إلى الإسلام: يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، على أن يكون أخي ووزيري، ووارثي ووصيي، وخليفتي في أهل بيتي، يقضي ديني، وينجز موعودي؟»، فأجابه علي من بينهم، وكان أصغرهم سنا، فضمه إليه، ودعا له، فتفل في فيه، فقال أبو لهب: لبئس ما حبوت به ابن عمك، حيث أجابك إلى ما دعوته، فملأت فمه بزاقا. فقال: بل ملأته فهما وعلما.