قوله تعالى: {ولا تنس نصيبك من الدنيا}
  والأشر، وأن يفرحوا ولا يشكروا.
  · قوله تعالى: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[القصص: ٧٧]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قوله ø في قصة قارون: {ولا تنس نصيبك من الدنيا}، فقلت: كيف جاز أن يوصوه بالدنيا، وهم يعظونه، وكان هو أشد في طلب الدنيا، وأحرص عليها منهم، وأشد رغبة فيها؟
  قال أحمد بن يحيى ~: إن قومه لم يأمروه بطلب الدنيا، والحرص عليها، وإنما ذكروه: أنها طريق إلى الآخرة، فأمروه: أن لا يذهب عمره في معصية الله ø؛ لأن الدنيا فيها تكتسب الجنة، وقد سمعت قول أمير المؤمنين ~ حيث سمع الرجل الذي ذم عنده الدنيا، فصرخ به، ثم قال: «الدنيا موضع صدق لمن صدقها»، مع كلام اختصرناه قد سمعته.
  · قوله تعالى: {وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ٧٨}[القصص: ٧٨]
  قال في كتاب ينابيع النصيحة للأمير الحسين بن بدر الدين #، وقد ذكر الآية:
  إن هذا لا ينافي ما تقدم، (يعني من إثبات السؤال)؛ لأن هناك مواقف كثيرة، قيل: هي خمسون موقفا. وهناك حالات كثيرة، ففي بعضها يقع السؤال كما تقدم، وفي بعضها لا يقع سؤال، كما في هذه الآية، وإذا كانت الحال هذه سلم كلامه ø من التناقض، والتعارض؛ لاختلاف الوقتين، وليس في آيات إثبات السؤال، وآيات نفيه: أن ذلك كله في وقت واحد، ومن شروط التناقض