قوله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا 6}
  · قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ٦}[الأحزاب: ٦]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}، إلى قوله: {كان ذلك في الكتاب مسطورا}؟
  فقال: هذا تأكيد من الله سبحانه لحق رسوله صلى الله عليه وعلى آله، وتعظيم منه لقدره، فجعل الله نبيه صلى الله عليه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأحق ببعضهم من بعض؛ وكذلك قوله: {وأزواجه أمهاتهم} فعلى هذا المعنى يخرج. وفي هذه الآية من تأكيد تحريمهن على غير النبي غاية ما يكون من التحريم فأراد بها: تحريمهن على كل مسلم بالحكم؛ إذ كان المسلم في الحكم: من أبنائهن.
  ثم رجع الخبر إلى أولى الأرحام المسلمين، فجعلهم أولى بعقد نكاح حرماتهم، ووراثة أموالهم، من غيرهم من أحلافهم؛ وذلك: أنه كان يحالف بعض المؤمنين بعضا، فإذا حالفه على المناصرة والمعاشرة - انتسب بعضهم إلى بعض، وتوارثوا فيما بينهم كما يتوارث المتناسبون، فأنزل الله هذه الآية يخبر أن أولي الأرحام أولى بالموارثة والمناسبة، ممن يحالف من المؤمنين والمهاجرين. ثم قال: {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا}، والأولياء هاهنا فهم: المحالفون، يقول: لا بأس من أن توصوا لهم بعض الوصية، فأما أن تتموا لهم بما شرطتم عند محالفتهم لكم، من شروط الجاهلية في الموارثة والمناسبة - فلا؛ أولوا الأرحام أولى بذلك وأحق،