قوله تعالى: {ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم}
  وحكم الله أنفذ من حكمهم في ذلك وأصدق. ومعنى: {كان ذلك في الكتاب مسطورا} يقول: كان في حكم الكتاب من الله مثبتا واجبا.
  · قوله تعالى: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}[الأحزاب: ٢٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن علي العياني #:
  وسألت عن: قول الله سبحانه: {ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم}؟
  الجواب: اعلم أن هذا القول إخبار من الله جل اسمه: أنه يعذب المنافقين على ما كان من نفاقهم. وأما قوله سبحانه: {إن شاء}: فليس ذلك يخرج على سبيل الاستثناء، فيكون: إن شاء عذبهم، وإن شاء تاب عليهم بغير أفعالهم؛ بل مشيئته - جل وعلا -: عذاب من نافق وأساء، وكذلك فقد يشاء التوبة على: من اهتدى، وإنما يخرج قول الله: إن شاء على سبيل القدرة على الأشياء؛ فافهم ذلك؛ فليس ينكره إلا من كذب الوعد والوعيد، وتعلق بمتشابه الكتاب، والله يبطل قولهم، ويكذب دعواهم.
  · قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ٢٦}[الأحزاب: ٢٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله سبحانه: {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا}؟
  قال محمد بن يحيى #: هذه الآية نزلت في اليهود، لما حاربوا النبي