قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما 40}
  اعلم أن أهل البيت هم أهل الكساء، والقصة مشهورة، وهو: أن الرسول ÷ جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين، وحفهم بكساء فدكي، وقال: «اللهم إن هؤلاء أهل بيتي، أذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهير»، فالآية وإن كانت محتملة لدخول زوجاته فيها؛ لأنها وردت عقيب حديث الزوجات؛ لكن هذا الخبر الذي رويناه يزيل تلك الاحتمالات، ويقصره على ما ذكرناه؛ فلهذا وجب حمله عليه؛ لأن في حمله عليه جمعا بين الآية والخبر، والدلالة والعمل، ونحن لو حملنا الآية على دخول الزوجات لكان إبطالا لدلالة الخبر.
  · قوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ٤٠}[الأحزاب: ٤٠]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم}، إلى قوله: {بكل شيء عليما}؟
  فقال: كان النبي ÷ قد ربى زيد بن حارثة، وغذاه وتبناه، كما كانوا يفعلون أولا، فكانوا يسمونه قبل الإسلام زيد بن محمد، وفي طرف من الإسلام، حتى كان من أمر زينب بنت جحش مرأة زيد ما كان، من تزويج الله نبيه إياها، فقالت قريش: تزوج محمد مرأة ابنه؛ فأنزل الله سبحانه في ذلك ما تسمع، ينفي أن يكون ربى ابنا ممن لم يلد ولم يرضع - يثبت نسبه أو تحرم على المربي له زوجته، وأمرهم بما أمرهم في الآية الأولى، من أن يدعوهم لآبائهم؛ فحرم عليهم أن يدعوهم إلى من يربيهم ويتبناهم.