تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين 14}

صفحة 371 - الجزء 2

  · قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ١٤}⁣[سبأ: ١٤]

  وفيه أيضا، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الارض تأكل منسأته

  فقال: معنى: {قضينا} هو: أوقعنا عليه الموت. {إلا دابة الأرض} فهي: الأرضة التي تأكل العيدان حتى تكسرها؛ فأخبر أنه لما أن قضى عليه الموت لم تدل الشياطين ولا الآدميين على أنه ميت # إلا هذه الدابة التي أكلت منسأته، حتى انقطعت فسقطت، فلما سقطت خرت جثته ساقطة؛ لأنها كانت إلى المنسأة مستندة، وعليها متكئة، فلما انقطعت المنسأة سقطت الجثة، فتبينت الجن عند ذلك أنهم لو كانوا يعلمون شيئا من الغيب لعلموا بموته، فلم يلبثوا في العذاب من العمل والكد مذ مات، إلى أن خر حين قطعت الدابة منسأته؛ والمنسأة فهي: العصا التي كان متكئا عليها، قائما إليها، مستندا من الجدار إليها، قد وضعها في صدره، وشد عليها بكفه، وهو قائم في محرابه، ثابت في مقامه، فأتاه الموت وهو على تلك الحال، فلم يزل حتى كان ما ذكر من الخبر عنه ذو العزة والجلال.