تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون 7 إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون 8 وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون 9 وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 10}

صفحة 387 - الجزء 2

سورة يس

  

  · قوله تعالى: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٧ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ٨ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ٩ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ١٠}⁣[يس: ٧ - ١٠]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت عن: قوله: {لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون}، إلى: {أم لم تنذرهم لا يؤمنون

  فالقول الذي حق على الفاسقين فهو: وعيد الله، وما حكم به على العاصين، من العذاب المهين، يقول: قد أحق عليهم وعيدنا ما اكتسبوه من معاصي الله، ومعنى قوله: {حق} فهو: وجب ووقع، وصح عليهم فلن يدفع، بإدخالهم لأنفسهم في العصيان، وما به يحق عليهم القول من عذاب النيران. وقوله: {فهم لا يؤمنون} فإخبار منه سبحانه لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله: باختيارهم لما هم عليه من كفرهم، وأنهم لا يتركون ما هم عليه من شكرهم، لا أن الله فعل ذلك بهم، ولا أدخل شيئا من كفرهم عليهم. وأما قوله سبحانه: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون} فقد تقدم شرح مثلها، والقول في هذه كالقول فيها. وأما قوله: {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم