قوله تعالى: {ياحسرة على العباد}
  وأن اللوح لوح من خشب، فإنما يراد بها ومثلها، إحاطة الله بعلمها كلها؛ لأن أحفظ ما يحفظ الآدميون، ما يوقعون في الكتب ويكتبون، فمثل الله ذلك لهم من علمه وحفظه بما يعرفون، وأخبرهم أن الذي عنده سبحانه من ذلك وفيه كله على خلاف ما يصفون؛ لفرق ما بينه وبين خلقه في كل صفة، وليعرفوه في ذلك كله من الفرق بما يجب من المعرفة.
  · قوله تعالى: {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَاد}[يس: ٣٠]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله ø: {يا حسرة على العباد}، فقلت: هل تكون الحسرة إلا من المخلوقين المتحسرين؟
  قال أحمد بن يحيى @: إنه ø لم يقل: «يا حسرتا»، وإنما قال: {يا حسرة} بالتنوين، وإذا كانت بالتنوين فإنما تقع الحسرة على العباد في تفريطهم في أمره ø، ومثل ذلك قول العرب للرجل: «يا تبا لك، ويا ويلا لك، ويا حسرة لك، يا بؤسا لك».
  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #، بعد ذكره للآية:
  فخاطبهم بما يعرفون؛ والله تعالى لا يتحسر؛ لأنه لا يتحسر على شيء إلا من فاته وأعجزه، والله لا يفوته شيء ولا يعجزه.