قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم 38 والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم 39}
  · قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٣٨ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ٣٩}[يس: ٣٨ - ٣٩]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {والشمس تجري لمستقر لها}، إلى قوله: {كالعرجون القديم}؟ فقال: معنى قوله: {لمستقر لها} هو: إلى مستقر لها، ومعنى مستقرها الذي تجري إليه فهو: يوم القيامة الذي يكون فيه. {ذلك تقدير العزيز العليم}، يقول: تدبيره في الشمس، وفعله في قطعها لفلكها، وجريها من تحت الأرض وفوقها. {والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم}، يقول: دبرناه وقدرناه على ذلك، وجعلناه حتى صار يكون مرة صغيرا، ومرة كبيرا، بتقديرنا وتدبيرنا، وما جعلنا فيه من أثر حكمتنا. {حتى عاد}، يقول: حتى صار من بعد الكبر إلى شبه العرجون القديم، والعرجون فهو: العود الذي يكون فيه ثمر النخل، يكون معوجا منحنيا كانحناء الهلال في آخر شهره؛ فشبه انحناء الهلال في ذلك الوقت كالعرجون المنحني القديم، والقديم فهو: العتيق؛ فأخبر سبحانه بأثر تدبيره فيه، حتى عاد كما ذكر.
  وفي قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٣٨} قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن علي العياني #:
  وسألت عن: قول الله سبحانه: {والشمس تجري لمستقر لها}؟
  الجواب - أحسن الله عونك -: أن المعنى فيه: والشمس تجري لا مستقر لها؛ فطرح الألف وهو يريدها، وهذا ما لا ينكره عند أهل اللغة واللسان العربي؛ لأن العرب تطرح الألف من موضعها، وتثبتها في غير موضعها؛ استخفافا