قوله تعالى: {وويل للمشركين 6 الذين لا يؤتون الزكاة}
  قوله: {استوى}، لا أنه تبارك وتعالى انتقل إليها من الأرض، ولا كان في الأرض دون الهواء، هو محيط بكل الأشياء، مستغني عن الأمكنة والأشياء، تبارك وتعالى ذو الجلال والبقاء. ومعنى قوله: {فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها} هو: أراد أن يأتيا فأتيا، وليس ثم قول، وإنما هذا مثل يخبر سبحانه: أن سرعة نفاذ إرادته، ومضي مشيئته أسرع من قول القائل: «كن». و معنى: {ائتيا} هو: كونا، ولم يكن ثم أمر منه لهما؛ لأنهما في ذلك الوقت دخان وحراقة، وإنما هو مثل مثل بالأمر، وإنما معنى: {ائتيا} أي: أراد فجعل، وشاء كونهما فكانتا؛ فإيجاده لهما: مراده لهما، ومراده لهما هو: إيجاده إياهما، لا تسبق إرادته موجوده، ولا موجوده إرادته، إذا شاء شيئا كان، بلا تكلف ولا إضمار، ولا استعانة بأعوان. ومعنى: {قالتا أتينا طائعين}: هذا أيضا مثله في الطاعة والاستواء، أراد سبحانه: أنهما عند إرادته لإيجادهما كانتا، لم يمتنع عليه من أمرهما ممتنع، ولم يعسر عليه في خلقهما عسير، ولم يؤده من تدبيرهما صغير ولا كبير؛ فهذا معنى: {أتينا طائعين}.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #، بعد ذكره الآية:
  والأرض فليس تكلم ولا السماء، وإنما أخبر الله ø: بكون ما أراد من إنفاذ أمره، وأنه لا يمتنع عليه شيء من خلقه؛ لأن العرب تعرف في لغتها: أن كل ما لا بد من إتيانه طوعا أو كرها - أنه شيء لا حيلة فيه ولا مرد له، وهو حتم نافذ؛ فجاز أن يقول: {طوعا أو كرها}؛ إذ هو جائز في اللغة، موجود في الكلام والمخاطبة.
  وقال في كتاب الرد على مسائل المجبرة للإمام الناصر بن الهادي #:
  وقول الله ø: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض