قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}
  المسلمين الغوائل، ويؤلبون على الحق القبائل، لا في ثواب الله يرغبون، ولا من عقابه يخافون، ولا منه سبحانه مستحيون.
  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن علي العياني #:
  وسألت عن: سورة المنافقين إلى آخرها؟
  
  قال الله جل اسمه مخبرا لنبيه ÷ تسليما: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ١}: معنى ذلك: {جاءك} فهو: أتاك. ومعنى المنافقين فهو: اسم سمى الله به الذين يقولون ما لا يفعلون، ويظهرون غير ما يسرون. ومعنى: {نشهد} فهو: نقر ونوقن. ومعنى: {والله يشهد} فهو: والله يعلم أن المنافقين لكاذبون. ومعنى الكاذبين فهم: المبطلون؛ فأخبر الله من مكرهم بما كانوا يكتمون.
  ثم قال سبحانه: {اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ٢}: معنى: {أيمانهم} فهو: حلفهم وإقسامهم. ومعنى: {جنة} فهو: وقاية يدرأون بها عن أنفسهم. ومعنى: {فصدوا عن سبيل الله} فهو: أعرضوا عن سبيل الله. ومعنى: {ساء ما كانوا يعملون} فهو: قبح ما كانوا يفعلون.
  ثم قال سبحانه: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ٣}: معنى: {بأنهم} فهو: لأنهم. ومعنى: {آمنوا ثم كفروا} فهو: إخبار من الله سبحانه بإقرارهم ثم جحدهم. ومعنى: {طبع على قلوبهم} فهو: ختم على قلوبهم؛ وذلك عقوبة من الله بعد كفرهم. ومعنى: {لا يفقهون}