تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}

صفحة 132 - الجزء 3

  يهدي من فسق. ومعنى الفسق: فهو المخالفة لرب العالمين.

  ثم قال سبحانه: {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون ٧}: معنى: {هم الذين يقولون} فهو: الذين يتوامرون. ومعنى: {لا تنفقوا على من عند رسول الله} فهو: لا تخرجوا شيئا من زكوات أموالكم، ولا تطهروا شيئا مما تنتفعون به من تجارتكم. ومعنى: {من عند رسول الله} فهو: من مع رسول الله. ومعنى: {ينفضوا} فهو: يفتروا ويتشتتوا. ومعنى: {ولله خزائن السماوات والأرض} فهو: إخبار من الله لنبيه وللمؤمنين أن بيده ملك السماوات والأرض، وأن عنده من الرزق ما يعم جميع العالمين، وأنه لا يضيع عباده الصالحين؛ بل يرزقهم من حيث لا يحتسبون، ويسبب ذلك من حيث لا يرجون. ومعنى: {ولكن المنافقين لا يفقهون} فهو: لا يعلمون، ولا يوقنون أن لمحمد ÷ رزقا سوى ما ينالهم مما في أيديهم، من واجب ما جعل الله عليهم. فأما سوى ذلك من المواساة فلم يكن ذلك من أخلاق المنافقين، وإنما المواساة من أخلاق الأنصار المتقين.

  ثم قال سبحانه: {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ٨}: معنى: {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة} فهو: متى عدنا إلى المدينة. ومعنى: {ليخرجن الأعز منها الأذل} فهو: لينفذن الأعز منها الأذل، وقدروا أنهم الأعز، وأن محمدا ÷ وأصحابه الأذلاء؛ فأكذب الله قولهم، وما قدروا بجهلهم؛ فقال ø: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}، وقال: {ولكن المنافقين لا يعلمون} معناه: لا يوقنون.

  ثم قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ٩}: معنى: {يا أيها الذين