تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}

صفحة 133 - الجزء 3

  آمنوا} فهو: يا هؤلاء. ومعنى: {لا تلهكم} فهو: لا يشغلكم ويسهكم. ومعنى: {أموالكم} فهو: أملاككم من أنواع ما خلق الله لكم، من رزقه الذي رزقكم. ومعنى: {أولادكم} فهو: نسلكم. ومعنى: {عن ذكر الله} فهو: عن طاعة الله التي من أداها لم يخل من ذكر الله فيها، ومن ذكر الله فلم ينسه، ومن لم ينسه لم يخالفه ولم يعصه. ومعنى: {ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون}، معنى: {يفعل} هو: يعمل. ومعنى: {ذلك} فهو: هذا الذي نهى الله المؤمنين عنه. ومعنى: {الخاسرون} فهم: الخائبون، الذين لم ينالوا ما كانوا يأملون.

  وقال سبحانه: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ١٠}: معنى: {وأنفقوا من ما رزقناكم} فهو: أعطوا مما وهبناكم. ومعنى: {من قبل أن يأتي أحدكم الموت} فهو: يأتي كل واحد منكم من الموت، فطرح الكاف واللام وهو يريدهما، فجاء الخطاب كأنه لواحد دون الجميع. ومعنى: {فيقول رب} فهو: عطف على النسق الأول؛ لأن جنس الخطاب الآخر من جنس الخطاب الأول. ومعنى: {لولا} فهو: «لو» بلا ألف ولام؛ ولها نظائر في الكلام. ومعنى: {أخرتني} فهو: تمهلتني، وتركتني ولم تمتني. ومعنى: {أجل قريب} فهو: وقت قريب. ومعنى: {فأصدق} فهو: فأخرج وأنفق. ومعنى: {وأكن من الصالحين} فهو: وأعود إلى المسلمين؛ و «من» و «إلى» يعتقبان، يقول: وأعمل من الطاعة مثل ما يعملون.

  وقال سبحانه: {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون ١١}: معنى: {يؤخر} فهو: ليس يخلف. ومعنى: {إذا جاء أجلها} فهو: إذا أتى وقتها. ومعنى: {والله خبير بما تعملون} هو: تعريف من الله لعباده أنه عارف بما يصنعون.

  وأما خبر السورة، وفي من نزلت: فإنه يروى أنها نزلت على رسول الله ÷