تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}

صفحة 134 - الجزء 3

  في غزوة عسفان، وفيما كان من كلام الفاسق الكافر المنافق عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه من المنافقين، عليهم غضب رب العالمين؛ وذلك أن أصحاب رسول الله ÷ لما كثروا في الطريق وقلت عليه المياه - كانوا يقدمون أخدامهم، فيستقون لهم قبل وصول العسكر إلى الماء، وكذلك خدام المنافقين، فلما رجع رسول الله ÷ فعلوا من التقدم مثل ما كانوا يفعلون، فلما وردوا الماء ازدحم عليه خدم المهاجرين والأنصار، وخدم الفاسق عبد الله بن أبي بن سلول وخدم أصحابه المنافقين، حتى تضاربوا؛ فكانت الغلبة لخدم المؤمنين، فطردوا إذ ذاك خدم المنافقين وأبعدوهم عن الماء، فلما نزل العسكر وجد عبد الله بن أبي بن سلول خدمه لم يستقوا، فسألهم عن حالهم؛ فأخبروه بما كان من خدم المؤمنين؛ فقال اللعين عند ذلك: آويناهم وأقويناهم حتى قووا علينا، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ثم قال لأصحابه: لا تبايعوا أصحاب محمد ولا تشاروهم، ولا تنفقوا عليهم؛ حتى ينفضوا، فلما بلغ رسول الله ÷ هذا الخبر هم بقتله، فأتاه ابن لعبد الله بن أبي بن سلول، وكان الابن مؤمنا مخلصا، فقال: يا رسول الله إن كنت عزمت على قتله فمرني أنا، فآتيك برأسه، فوالذي بعثك بالحق ما قولي هذا لشك فيك، ولا معارضة لك في شيء تراه، غير أني أخاف أن تأمر به غيري فيقتله، فيقع في قلبي خشونة على قاتله؛ فينقص ذلك إيماني، ويفسد علي شيئا من إسلامي، فقال رسول الله ÷ عند ما كان من كلامه: «بل نهبه لك، بل نهبه»؛ فكرر القول، ووهبه له.

  وروي أنه لما وصل العسكر المدينة أخذ ابن عبد الله السيف، ونهض به إلى أبيه مسلولا، ثم قال: والذي بعث محمدا بالحق نبيا لتقولن: إن رسول الله ÷ الأعز وأنت الأذل، أو لأضربن عنقك بالسيف، فلما رآه