تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وأن الله قد أحاط بكل شيء علما 12}

صفحة 154 - الجزء 3

  الله سبحانه: {بكل شيء محيط}⁣[فصلت: ٥٤]، يريد سبحانه: علما وقدرة وملكا، ومثل ذلك في العلم: قوله سبحانه: {ولا يحيطون بشيء من علمه}⁣[البقرة: ٢٥٥].

  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام الهادي يحيى بن الحسين #:

  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

  قول الله ø: {ياأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة}، معنى {يا أيها} فهو: نداء من الله سبحانه لنبيه #، وأمر ودلالة منه على ما فيه الرشد له وللمؤمنين، ولجميع من معه من أوليائه الصالحين. ومعنى {يا أيها} فهو: أيها، و {النبي} فهو: الرسول المنبئ، بما يأتيه من وحي الله العلي. {إذا طلقتم}، يقول: إذا فارقتم {النساء}، وهن: الأزواج. {فطلقوهن لعدتهن} معناه: فارقوهن لعدتهن، والعدة فمعناها: الطهر من غير جماع، والعدة المذكورة، المجعولة من القروء الثلاثة، أو الثلاثة الأشهر - هي التي جعلت عدة للمطلقات. {وأحصوا العدة}، فيقول: عدوا الأيام واحفظوها، والأقراء والعدة فهي: ثلاث حيض للتي تحيض من النساء، وثلاثة أشهر مع التي لا تحيض من صغر أو كبر. {واتقوا الله ربكم}، يقول: اتقوه في احصاء ذلك كله، والإحاطة به، لا تعجلوا عن اتمامه، ولا تحبسوهن بعد وفائه، يقول: لا تعجلوا من أجل النفقة، فتخرجوهن من قبل أن يستتمن العدة، ولا تحبسوهن بعد انقضاء عدتهن؛ لتضاروهن بالحبس لهن. ثم قال سبحانه: {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه}، معنى: {لا تخرجوهن من بيوتهن} يقول: لا تخرجوهن من البيوت اللواتي طلقن فيها، وكن مع الأزواج