تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا 2 ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا 3}

صفحة 155 - الجزء 3

  حالات بها. {ولا يخرجن} معناها: لا يسدى إليهن قبيح يخرجن به، من ضيق ولا عسر، ولا قبيح من الامرأة. {إلا أن يأتين بفاحشة مبينة}، معنى {إلا أن يأتين} فهو: إلا أن يفعلن فاحشة، والفاحشة فهي: المعصية لله في كل شيء من كبائر معاصيه، اللواتي حرم فعلها. وقد قيل: إن الفاحشة خروجهن قبل انقضاء العدة. وليس ذلك شيء؛ بل هو أمر مما حرم الله عليهم، من ذلك ومن غيره. معنى {مبينة} فهو: مبينة لنفسها، مظهرة لما جاء من صاحبها. {وتلك حدود الله}، ومعنى {تلك} فهو: هاتيك، ومعنى هاتيك فهي: هذه الشروط والمعاني، والأمر والنهي الذي حد لكم من أمر الله، وأوقفكم عليه من فرض الله، من شروط الطلاق وحدوده، ومعاني العدة وأسبابها. {ومن يتعد حدود الله}، فمعنى {يتعد} هو: يتجاوزها، ويتخلى عنها ويتركها، ويفعل غير ما أمر به منها. {حدود الله} فهي: فروض الله التي جعلها، وحدوده التي أوقف سبحانه عباده عليها. {فقد ظلم نفسه}، يقول: ظلمها بما أدخلها فيه، مما أوجب عليها من عذاب ربها. {لا تدري} يقول: لا تعلم ما يكون. {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا}، يقول: لعل الله يأتي بعد الفراق، بأمر من المراجعة والاتفاق، ومعنى {بعد ذلك} فهو: بعد ما كان من الفراق، وما جاء بينهما من الطلاق. {أمرا} يريد: مراجعة وصلحا.

  {فإذا بلغن أجلهن}، يقول: إذا بلغن آخر عدتهن، وقضين ما أوجبنا عليهن من مدتهن. {فأمسكوهن بمعروف}، يقول: راجعوهن بالأمر المعروف عند الله، وعند المسلمين، الذي تجوز به مراجعتهن، ويحل بكينونته الإفضاء إليهن. {أو فارقوهن بمعروف} فمعنى: {فارقوهن} يقول: أتموا لهن ما قد أوقعتم عليهم من طلاقهن، وعزمتم عليه من فراقهن، بالتخلية لهن، والإشهاد بذلك من أمرهن. ومعنى قوله: {بمعروف} فهو: بأمر حسن مفهوم، وأمر من المفارقة معلوم، ومعنى «معلوم» فهو: مشهود عليه؛ ألا تسمع كيف يقول