قوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا 2 ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا 3}
  يعتمد، ويتوكل على الله في أمره، ويسند إليه بالثقة به مهمات أمره. {فهو حسبه}، يقول: هو غايته وكفايته، ومنتهى بغيته، ورأس حاجته، وأقصى إرادته. معنى {بالغ} فهو: قادر، ومعنى {أمره} فهو: إرادته؛ فأخبر سبحانه أنه يبلغ ما أراد وشاء، ولا راد لحكمه، ولا صارف لأمره. {قد جعل الله لكل شيء قدرا}: معنى {قد جعل الله} فهو: قد فعل الله وركب، وميز وعين. {لكل شيء قدرا}، يقول: لكل شيء مقدارا ركبه وأوقعه سبحانه بقدرته فيه.
  {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن}، معنى {واللائي} فهن: اللواتي. {يئسن} فمعناها: أيسن من المحيض، ومعنى {يئسن} فهو: أيقن أنهن لا يحضن؛ لكبر السن، وارتفاع الحيض منهن، فقد أيست كل واحدة منهن أن ترى حيضا من نفسها، بعد مبلغها ما بلغت من سنها. و {المحيض} فهو: الدم والطمث. {من نسائكم} معناها: من أزواجكم. {إن ارتبتم}، يقول: إن شككتم: هل في أرحامهن ولد أم لا؟ {فعدتهن ثلاثة أشهر}، يقول: يعتددن عند الطلاق، ويستبرئن أرحامهن بوقوف ثلاثة أشهر. {واللائي لم يحضن}، يقول: اللواتي لم يحضن، واللواتي لم يحضن فهن: الصبايا الصغار، اللواتي لم يرين حيضا، ولم يعرفن بعد دما. فجعل سبحانه عدة الكبيرة التي قد أيست من الحيض ثلاثة أشهر، وكذلك جعل عدة الصغيرة التي لم تحض أيضا ثلاثة أشهر، إذا مضت هذه الثلاثة الأشهر عن الآيسة الكبيرة، والصبية الصغيرة - فقد انقضت عدتهما، وحل للرجال تزويجهما. ثم أخبر سبحانه بعدة الحامل وأمرها، وما جعل سبحانه من الأجل لها، فقال ﷻ، عن أن يحويه قول أو يناله: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}، معنى {وأولات الأحمال} فهن: صواحبات الأحمال، والأحمال فهو: ما يحملن في بطونهن من أولادهن، الذي جعل الله في أرحامهن، ومعنى {أجلهن} فهو: مداهن الذي يصرن إليه، ويقفن عن