تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم 4}

صفحة 199 - الجزء 3

  حلقه متدليتين، يعرف بهما، ويستدل على معرفته بذكرهما، كزنمتي الشاة التي يكونان في حلقها، تذكر وتوصف بهما.

  {أن كان ذا مال وبنين}، معنى {أن كان} فهو: إذ كان {ذا مال وبنين}؛ فمعنى {ذا} فهو: صاحب مال وبنين، والبنون فهم: الذكران من الأولاد.

  {إذا تتلى عليه آياتنا}، يقول: إذا قرئت عليه آياتنا، وذكرت عنده - {قال أساطير الأولين}، وأساطير الأولين فهي: أحاديث الأولين، وأحاديث الأولين فهي: أقاويل المكذبين، وأسمار المتحدثين؛ فنسب هذا الزنيم آيات الرحمن الرحيم، ووحي العلي الحكيم، وما جاء به من النور، على لسان نبيه البشير النذير، إلى الأسمار والباطل، والقول القديم الحائل؛ فأخبر الله تبارك وتعالى: أن من كان ذا مال وبنين - كان الواجب عليه الحمد والشكر لله رب العالمين، دون ما يأتي به الوليد بن المغيرة اللعين، من الكفر بآيات الرحمن، والجحدان لمفصل القرآن، فجعل الشكر على ما أولي، والمجازاة على ما أعطي: تكذيبا وكفرا، وعنودا عن الله وشرا.

  {سنسمه على الخرطوم}، فوسم الله على خرطومه هو: ما وسمه الله به، من ذكره في القرآن وذمه، بما تسمع في هذه الآيات من ذكره؛ فجعل الله سبحانه ما شرح من أخباره في هذه الآيات، وفسره من صفته وحاله في هذه المحكمات: وسما ودلالات، يعرف بها الذكر والوصف في كل الأسباب، كما يعرف بالوسم كل موسوم من الدواب. وإنما ذكر الله الخرطوم دون غيره؛ لأنه شيء لا يستتر بثوب، ولا يستتر عن المتوسمين؛ لأن الوجه بارز أبدا للناظرين. والخرطوم فهو: الأنف وما والاه، وما كان منه وداناه.

  ثم ذكر سبحانه، وجل عن كل شأن شأنه، ذكر من سار إلى بدر من قريش لقتال النبي صلى الله عليه وآله، وما طمعوا به من الأمر العظيم فيه، فصرف الله