تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم 4}

صفحة 206 - الجزء 3

  كفالته به أتته على ما طمعوا؛ فلن يكون ذلك أبدا، ولن يتزعم به منهم صغير ولا كبير أصلا.

  {أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين}، معنى {أم لهم} هو: هل فيهم؟! و «هل» هي معنى «أم»، وقامت «لهم» مقام «فيهم»؛ لأنها من حروف الصفات؛ أراد سبحانه: هل فيهم لنا شركاء شاركونا في خلقهم، وأعانونا على رزقهم، فنازعونا في أمرهم، فضمنوا لهم غير ما ضمنا، ووعدوهم غير ما أوعدنا، فكان لهم حكم سوى حكمنا، وأمر فيهم ماض كأمرنا. {فليأتوا بشركائهم}، يقول سبحانه: فليأتوا بهؤلاء الشركاء لنا فيهم، المنازعين لنا في أمرهم، الحاكمين بغير حكمنا في شأنهم، إذ حكمنا بأن المسلم عندنا خلاف المجرم، وحكم ما أدعوا من الشركاء فيهم بأن المجرم كالمسلم؛ فليأتوا بهم حتى ينفذوا الحكم، ويمضوا الذي ادعوا منهم {إن كانوا صادقين}، فمعنى {كانوا صادقين} هو: إن كانوا قائلين حقا، أو متبعين في ذلك صدقا، والذي قال الله فيهم: {إن كانوا صادقين} فإنما عنى: المشركين من قريش وألفافها، وأهل مقالتها وأديانها، ممن ادعى هذا الحكم الفاسد الباطل، وقال بهذا القول الجائر العادل.

  ثم أخبر سبحانه: بما يكون في يوم الدين، من شدة الأمر على المكذبين، فقال ، عن أن يحويه قول أو يناله: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}، معنى {يكشف عن ساق} فهو: يكشف في ذلك اليوم عن أمر شديد هائل لأهله، نازل شره بمستأهله ومستحقه، والعرب تسمي الأمر الشديد: ساقا، تقول العرب: «قامت الحرب على ساقها»، تريد: أنها قامت على أمر شديد أمره، وصارت إلى حال شديد ذكره، فيقول: «يكشف للخلق في يوم الدين، عن أمر شديد هائل للعالمين. قوله: {ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}، معنى {يدعون إلى السجود} فهو: يدعون إلى إثبات حجة