قوله تعالى: {إن الإنسان خلق هلوعا 19 إذا مسه الشر جزوعا 20 وإذا مسه الخير منوعا 21 إلا المصلين 22 الذين هم على صلاتهم دائمون 23}
  أصحابها، ومن ذلك أمانة السر الذي يسره المؤمن إلى المؤمن؛ فواجب عليه أن يحفظ عليه سره، ولا يفشي عنه إلى غيره. وقوله: {وعهدهم راعون ٣٢}، وعهودهم فهي: ما أخذ الله على الخلق من الميثاق، والعهد بالتصديق، بأنبيائه وكتبه، وما أخذ عليهم من العهود في القيام مع أوليائه، والنصر لمن نصره، وما أخذ عليهم من العهود في التعاون على البر والتقوى، وترك التعاون على الإثم والعدوان، الذي أنزل إليهم علمهما في القرآن، حين قال سبحانه: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}[المائدة: ٢]، ومعنى: {راعون} فهو: حافظون مؤدون.
  {والذين هم بشهادتهم قائمون ٣٣}، والشهادة فهو: كل حق علمه إنسان، من حق يجب لله على الخلق التكلم به والقول، أو حق لمسلم يعلمه مسلم من شهادة أشهده عليها، أو أمور احتاج إلى أن نطق له بالحق فيها، ومعنى {قائمون} فهم: ثابتون على الشهادة التي يعلمونها، لا يزولون عنها ولا يكتمونها، ولا ينقصون منها، ولا يزيدون فيها.
  {والذين هم على صلاتهم يحافظون ٣٤}، ومعنى {يحافظون} فهم: عليها يداومون، ويحفظون أوقاتها التي جعلها الله لها، فهم على ذلك يحافظون، وله غير تاركين، ولا في شيء منه مفرطين.
  ثم أخبر سبحانه: بما أعد لمن كان على هذه الحالات، وكان من أهل هذه الصفات، فقال: {أولئك في جنات مكرمون ٣٥}، والجنات فهي: الجنان المذكورات عند الله سبحانه، المعدودات لأهل الطاعات، و {مكرمون} فمعناه: مكرمون، ومعنى «مكرمون» فهو: مقربون، مدنون معظمون، مثابون منعمون.
  ثم أخبر سبحانه: بحال الكافرين، وما هم عليه من الإعراض عن الله