تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا 27}

صفحة 247 - الجزء 3

  ويقويكم، والأموال فهي: ما كان من الذهب والفضة، والحرث والأشجار والأنهار، وكل شيء يجلب به المال، والبنون فهم: الذكران من الأولاد.

  {ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ١٢}، معنى {يجعل} فهو: يرزق ويفعل، والجنات فهي: البساتين ذوات الأنهار، والأشجار والثمار، والأنهار فهي: المياه الجارية المتفجرة، الكثيرة الحاملة الغزيرة.

  {ما لكم لا ترجون لله وقارا ١٣}، ومعنى {ترجون} فهو: تفعلون، ومعنى تفعلون فهو: تصنعون، ومعنى {وقارا} فهو: إعزازا وإكبارا، وإجلالا وإعظاما، يريد #: ما لكم لا توقرون الله وتجلونه، وتقدسونه وتنزهونه، عما تقولون فيه، وتنسبون من الكذب إليه.

  {وقد خلقكم أطوارا ١٤}، والأطوار فهي: الحالات المختلفة، أو الأصناف المفترقة، والشعوب المؤتلفة وغير المؤتلفة، في الألوان والألسنة، والخلق والهيئة، وقد يمكن أن تكون الأطوار هي: تنقيل الله لمن يخلقه في الرحم من حال إلى حال، من النطفة إلى العلقة، ومن العلقة إلى المضغة، ومن المضغة إلى العظام، ثم من حال إلى حال، حتى يكمل ما أراد ممن خلقه، ويظهر ما شاء من فطرته؛ والمعنى الأول - فأحسنهما عندي، وكلاهما فيجوز ولا يمتنع في المعنى.

  ثم احتج عليهم صلى الله عليه بما فيه الشواهد لله على قدرته، و تصديق ما بعث به نبيه # من وعيده ووعده: {ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا ١٥}، يقول: ألم تبصروا وتعاينوا أثر قدرته فيما خلق من سمواته السبع الطباق، فتستدلوا بذلك على أنه الله الواحد الخلاق، والطباق فهي: الطبقات، طبقة مجعولة فوقها مركبة، بين كل سماء وسماء، ما شاء الله سبحانه من البعد والهواء.

  وقوله: {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ١٦}، فمعنى: