تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة 22 إلى ربها ناظرة 23}

صفحة 293 - الجزء 3

سورة القيامة

  

  · قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ٢٢ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣}⁣[القيامة: ٢٢ - ٢٣]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  {وجوه يومئذ ناضرة}، يقول: مشرقة حسنة، {إلى ربها ناظره}، يقول: منتظرة ثوابه، وكرامته ورحمته، وما يأتيهم من خيره وفوائده؛ وهكذا ذلك في لغات العرب، وبلغاتها ولسانها نزل القرآن، يقولون إذا جاء الخصب بعد الجدب: «قد نظر الله جل ثناؤه إلى خلقه، ونظر لعباده»، يريدون: أنه أتاهم بالفرج والرخاء؛ ليس يعنون أنه كان لا يراهم، ثم صار يراهم.

  وقال # في موضع آخر في سياق رده على من زعم أن الله تدركه الأبصار:

  وأما قول الله ø: {وجوه يومئذ ناضرة ٢٢ إلى ربها ناظرة ٢٣} فقد روى الناس عن سلفنا أنهم قالوا: هو النظر إلى ما يأتيهم من أمر الله. وقال بعضهم: هو الانتظار لثواب الله، ولا يرى الله أحد. وكلا القولين جائز.

  ولسنا ننكر أن يكون أولياء الله في الجنة يرون ربهم لا بتحديد ولا إدراك إحاطة، وكذلك كان معنى قول مجاهد في أن لا يرى الله أحد، أي: لا يراه أحد بتحديد ولا إحاطة؛ ولكن يراه أولياؤه وينظرون إليه، نظر مخلوقين إلى خالق، ينتظرون ثوابه، ويرون تدبيره، لا كنظر مخلوقين إلى مخلوق؛ لأنه ليس