قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة 22 إلى ربها ناظرة 23}
  باسرة ٢٤ تظن أن يفعل بها فاقرة ٢٥}، فعلق ذكر الظن بالوجوه، والظن لا يتعلق بالوجوه، فوجب أن يكون المراد بها العقل. ويحتمل أن يكون المراد بقوله تعالى: {إلى ربها ناظرة} أي: منتظرة؛ قال الله تعالى: {فنظرة إلى ميسرة}[البقرة: ٢٨٠]، والمعنى: فانتظار إلى ميسرة، وقال تعالى حاكيا قول بلقيس: {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون}[النمل: ٣٥]، أي: منتظرة، ومثل ذلك موجود في لغة العرب، قال الشاعر:
  وجوه يوم بدر ناظرات ... إلى الرحمن يأتي بالخلاص
  وقال غيره:
  وكنا ناظريك بكل فج ... كما للغيث ينتظر الغمام
  ويحتمل أن يكون المراد بقوله: {إلى ربها ناظرة} أي: إلى رحمة ربها ناظرة، كما قال الله حاكيا عن إبراهيم #: {إني ذاهب إلى ربي سيهدين}[الصافات: ٩٩]، أراد: إني ذاهب إلى حيث أمرني ربي؛ وقد روي هذا التفسير عن أمير المؤمنين #، وعن ابن عباس وغيرهما.
  وأيضا: فإن النظر غير الرؤية، والنظر هو: تقليب الحدقة وفتحها إلى جهة المرئي؛ ويدل على ذلك أن من ينظر الهلال، يقال: «نظر إلى الهلال»، وإن لم يره.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #، في سياق بحث في الرؤية:
  وأما ما ذكره من الاحتجاج بقوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة ٢٢ إلى ربها ناظرة ٢٣}: فإن معنى ذلك عند آل محمد ~ وعليهم: أن «إلى» واحد «آلاء» يقول: آلاء وإلى، كما يقول: أمعاء ومعى؛ فمعنى {إلى ربها ناظرة}: نعمة ربها ناظرة؛ فهي تنظر إلى نعم ربها ø تلذذا وتفكها، مع ما يصلها من النعيم المقيم، والخير الجسيم، وقد قيل: إن ذلك من المجاز، وأن قوله: {إلى ربها