تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة 22 إلى ربها ناظرة 23}

صفحة 298 - الجزء 3

  ناظرة}، يريد: إلى ثواب ربها، فحذف الثواب، كما قال تعالى: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها}⁣[يوسف: ٨٢]، يريد: أهل القرية وأهل العير، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، وذلك جائز في اللسان العربي؛ فلا وجه لإنكاره؛ لأن الوجوه لو نظرت الباري تعالى لكان في جهة أو حالا فيما هو في جهة، ولو كان كذلك لكان جسما أو لونا، والأجسام والألوان محدثة، وهو تعالى قديم، فلا يجوز ذلك عليه تعالى في دنيا ولا آخرة، وقد قال تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ١٠٣}⁣[الأنعام]؛ فتمدح بنفي إدراك الأبصار - وهو: رؤيتها - تمدحا راجعا إلى ذاته، فلا يجوز إثبات ما تمدح الله تعالى بنفيه عن نفسه: أما أنه تعالى تمدح بذلك فهو ظاهر، وأما أن التمدح راجع إلى ذاته فكذلك، وأما أنه لا يجوز إثبات ما تمدح بنفيه عن نفسه فلأن ذلك يكون نقصا في حقه، وإلحاق النقص به لا يجوز.

  وفي ينابيع النصيحة بحث حول معنى هذه الآية؛ فليراجع.

  وقال في كتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد #:

  معنى قوله تعالى: {إلى ربها ناظرة} أي: منتظرة رحمته، كقوله تعالى: {فناظرة بم يرجع المرسلون}، أي: منتظرة، وقوله تعالى حاكيا عن الأشقياء: {انظرونا نقتبس من نوركم}، أي: انتظرونا، وقوله تعالى: {وقولوا انظرنا}، أي: انتظرنا، وقال الشاعر:

  وجوه يوم بدر ناظرات ... إلى الرحمن يأتي بالخلاص

  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام الهادي #:

  

  قول الله ø: {لا أقسم بيوم القيامة ١} معناها: ألا أقسم بيوم القيامة، فطرح الألف وهو يريدها، فخرج معنى نفي، وإنما معناه معنى إيجاب