تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}

صفحة 317 - الجزء 3

  منكم عطاء على ذلك ولا شكورا، أي: لا حمدا ولا ثناء. {ولا شكورا ٩}: إنا إنما فعلنا ذلك لأنفسنا، ولم نفعله لكم.

  {إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ١٠}، معنى {إنا} أي: نحن {نخاف} أي: نتقي {يوما عبوسا}، والعبوس فهو: الشديد المعبس لوجوه الناس لشدته، والقمطرير فهو: المتضاعف الشدة، الصعب الأمر، الذي ليس بعد شدته شدة، المتراكبة شدته شيئا فوق شيء.

  فأخبر الله: أنه قد وقاهم شر ما يخافون من ذلك اليوم، فقال: {فوقاهم الله شر ذلك اليوم}، ومعنى {فوقاهم} فهو: صرف عنهم هوله، وكفاهم شره، والشر فهو: بلاؤه وعذابه، و {ذلك اليوم} فهو: يوم الفصل والحشر. {ولقاهم} أي: أعطاهم وأنالهم {نضرة}، ومعنى إعطائه إياهم لها فهو: إلقاؤها عليهم، وجعلها في وجوههم، والنضرة فهي: البهجة، وحسن الحال في الرؤية، وظهور النعمة {وسرورا ١١} فهو: بالبشارة التي يلقيها إليهم، والسرور الذي ينعم به سبحانه عليهم، حتى يتمكن السرور بذلك في صدورهم، كما يمكن النضرة في وجوههم، بما يأمنون من عقابه، وما يرجون من ثوابه.

  {وجزاهم بما صبروا}، يقول سبحانه: أعطاهم ثوابا على صبرهم على محن ربهم، وما نالهم فيه من البلاء من أعدائه. {جنة وحريرا ١٢}، والجنة في مساكن الآخرة التي أعدها الله للمتقين، فيها لذة أنفسهم، وشهوات قلوبهم، و {حريرا} فهو: الحرير الملبوس المعروف، غير أن لحرير الآخرة فضلا.

  {متكئين فيها على الأرائك}، والاتكاء فهو: ضرب من الاضطجاع، وهو: ما كان من الاتكاء على جانب، والاتكاء فهو: الميلان يمينا ويسارا، ومعنى {فيها} فهو: في الجنة التي ذكر الله. {على الأرائك}، والأرائك فهي: الأرائك