تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}

صفحة 318 - الجزء 3

  المعروفة التي تضرب في صدور البيوت، يرقد فيها، ويتكأ عليها، ويرخى جوانبها على ما فيها من أهلها، وتدال جوانبها وأغشيتها، وهي تكون كلها من الحرير. ومعنى {على الأرائك} فهو: في الأرائك، غير أنها حروف الصفات، يقوم بعضها مقام بعض، وهي الثمانية والأربعون حرفا؛ قال الله سبحانه فيما حكى عن فرعون اللعين: {لأصلبنكم في جذوع النخل}⁣[طه: ٧١]، فأراد: على جذوع النخل، فأقام «في» مقام «على»، وكذلك قال هاهنا: {على الأرائك}، فأقام «على» مقام «في»، قال الشاعر:

  شربن بماء البحر ثم ترفعت ... لدى لجج خضر لهن نئيج

  فقال: ترفعت لدى لجج، يريد: على لجج، فأقام «لدى» مقام «على»؛ لأنها من حروف الصفات، وكذلك تقول العرب: «رضي الله عليك»، تريد: «رضي الله عنك» , وأكثر من يستعمل ذلك - فأهل اليمن.

  وقد قال غيرنا: إن الأرائك هي الأسرة. وليس بمعروف في اللغة، ولله الحمد.

  ثم قال سبحانه: {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ١٣}، يعني سبحانه: في الجنة، ومعنى {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ١٣} أي: لا يجدون فيها وهج شمس ولا حرها، والزمهرير فهو: البرد الشديد الذي ينتفض منه الإنسان، وتضطرب منه أعضاؤه؛ لشدته وألمه، ومداخلته لجميع بدنه؛ فأخبر تبارك وتعالى: أنهم لا يجدون في الجنة حرا مؤذيا، ولا بردا مؤلما، وأن هواها ألذ هواء، وحال أهلها أحسن حال، دائم نعمته، سرمد سروره.

  ثم قال ø: {ودانية عليهم ظلالها} فدنو الظلال عليهم فهو: غشيانها لهم، وإظلالها عليهم، وقربها منهم، ولا أحسب - والله أعلم - أن الله عنى بهذا الظلال في هذا الموضع إلا: ظلال الأشجار، الدانية الثمار، المتهدلة. {وذللت