تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}

صفحة 320 - الجزء 3

  {عينا فيها تسمى سلسبيلا ١٨}، العين فيها فهي: الماء السائل، الكثير الجاري، النابع من الأرض. {فيها} يعني: الجنة. {تسمى} أي: تدعى {سلسبيلا}، وهو: اسم لتلك العين، ومعناه: العذب الطيب السلس الخروج، السلس المدخل، المريء الغذاء؛ والزنجبيل فهو: عود طيب المطعم، يتداوى به في كثير من الأشياء، ويكسب آكله المريء، ويخفف عنه ثقل الغذاء.

  {ويطوف عليهم} أي: تدور الخدم عليهم. {ولدان مخلدون}، والولدان فهم: الوصفاء. {مخلدون} فهم: المعمرون الذين لا يموتون، ولا يفقدهم من جعلوا له؛ لأن أهل الآخرة لا يموتون بعد مصيرهم إليها؛ فمدحهم الله ø بالخلود، وهو أفضل ما أعطي العاملون. {إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ١٩}، يقول: إذا أبصرتهم شبهتهم باللؤلؤ المنثور في صفاء ألوانهم، وحسن أبشارهم؛ ومعنى منثور فهو: المتفرق والمتبدد، وإنما عنى الله سبحانه من اللؤلؤ: كباره، ودره وحسانه.

  {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما}، يقول: إذا عاينت ما ثم وأبصرته - رأيت النعيم العظيم. والنعيم فهو: كثرة الخير من الأطعمات والأشربات، والآلات والأبيات. ومعنى {ثم} يريد: هناك. {وملكا كبيرا ٢٠}، والملك فهو: ما أعطاهم الله ثم، وجعل لهم في تلك الدار، من آنيات الذهب والفضة، والثياب الكثيرة من كل لون، والخدم وقصور الدر والياقوت، والذهب والفضة، وكل ما تشتهيه الأنفس، وتلذه الأعين، من منكح أو مطعم أو مشرب، أو لباس أو ركوب، أو غير ذلك من الثمار والأشجار، والعيون والأنهار، ثم مع ذلك: أن كل ما هم فيه دائم أبد الأبد، لا يدخله تغيير ولا فناء؛ فهذا الملك غير الملك في الدنيا، ومعنى {كبيرا ٢٠} فهو: عظيم كثير، ممدود غزير.

  {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق}، والسندس والإستبرق فهو: من الحرير والديباج، غير أن السندس أخضر، والإستبرق أحمر - والله أعلم وأحكم