تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}

صفحة 148 - الجزء 1

  ظاهرة؛ فلا وجه لذكرها، فيداه مبسوطتان، والحال: هذه نعمتاه في الدين والدنيا والآخرة، وفي الباطن والظاهر، وقدرته لنا قاهرة حكما وفعلا ووقوعا إن أراد سبحانه، فكيف يهمل ما في هذه الآية من الفوائد بالتعلق بقولها - راد؟!، أو كيف يحملها على القول الفاسد، والعقل والشرع منه ذائد، والمعنى الصحيح شاهد؟! هل هذا إلا عدوان وإلحاد في القرآن؛ فهذا من المتشابه، وقد عرفت كيف بين الراسخون في العلم معناه، ولا علم لنا إلا ما علمنا الله.

  ومن المحكم بالمعنى الأخير: {قل هو الله أحد}⁣[الصمد: ١]، الواحد الذي لا يتجزأ، كما يقال: جوهر واحد، والواحد: المختص بصفات الكمال أو بعضها، كما يقال: واحد زمانه، ووحيد عصره، ونسيج وحده، يريد: بذلك الانفراد، وكل معنى من هذه المعاني ثابت في الباري تعالى على أبلغ الوجوه، لا يجوز عليه التجزؤ والانقسام؛ لأن ذلك من صفات الأجسام، وهو تعالى ليس بجسم؛ لأن الأجسام محدثة، وهو تعالى قديم، وهو يختص من صفات الكمال بما لا يختص به سواه؛ لأن كل صفة في سواه جائزة، وصفة الكمال له واجبة سبحانه وتعالى، وكل كمال ينتقص إلا كماله، وكل جلال يتضع إلا جلاله، وهذه قضية دلالة العقل؛ ومحكم القرآن: قوله تعالى: {ليس كمثله شيء}⁣[الشورى: ١١]، ولو لم يختص بالوحدانية من كل وجه لكان مثله أشياء كثيرة ... (إلى آخر كلامه #)

  · قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}⁣[آل عمران: ٨]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه فيما حكى عن المؤمنين، من عبيده القائلين: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}، فقلت: كيف يزيغ قلب من هداه الله، وكيف جاز لهم أن يظنوه بالله سبحانه؟